نصيحة للطلاّب الآذربايجانيّين
نحن مجموعة من التلامذة الآذربايجانيين نريد منكم أن تنصحونا.
باسمه تعالى: أبنائي الأعزاء! نصيحتي لكم أن تجعلوا من التعلم والعمل بالتكاليف الالهية على رأس أعمالكم، وتعلموا سيرة أهل البيت(عليهم السلام)من أهل هذا الفن، شاركوا في استماع خطب الخطباء المعروفين الذين تحتوي خطبهم على التعريف بسيرة أهل البيت(عليهم السلام)والنكات الأخلاقية، حاولوا الاستفادة من الأشخاص الذين لكلامهم تأثير وتعلموا واجباتكم الشرعية من الفضلاء المتدينين، واجتهدوا في سبيل طلب العلم والدراسة; ولاتغفلوا عن الاُمور الروحية والمعنوية فإن سعادتكم مرتبطة بها، ومرحلة الشباب فرصة عظيمة حاولوا أن لاتقضوها بالبطالة فإن ذلك يورث الندم.
إرشاد لمن يتردّد في الالتحاق بالحوزة
أنا شاب في السابعة عشر من عمري ولا أعلم أألتحق بالحوزة العلمية أم بالجامعة أرجو منكم إرشادي ونصيحتي.
باسمه تعالى: من الضروري التحاق عدد من الشباب ـ الذين لديهم القابلية الجيدة والذين يطمئنون من أنفسهم بأنهم إذا درسوا يستطيعون الوصول الى مقامات علمية عالية وتقديم خدمات دينية للمجتمع ـ بالحوزات العلمية حتى يتعرفوا على المعارف الدينية والأحكام الشرعية ويقدموا الخدمات اللازمة لمجتمع المؤمنين، ولا يخفى أن أجرهم الاُخروي لايقاس بأجر المشتغلين بسائر العلوم الاُخرى([1]) وإن وجب تعلم بعض العلوم الاُخرى التي يحتاجها المجتمع فانه مع قصد القربة في تعلمها يستحق الثواب والأجر الاُخروي([2]) إن شاء الله تعالى والله الموفق.
([1]) إنّ لطلب العلم خصوصاً العلوم الشرعيّة شرافةً عظيمةً.
قال الشهيد (رحمه الله) في ذلك: «اعلم أنّ الله سبحانه جعل العلم هو السبب الكلي لخلق هذا العالم العلوي والسفلي طرّاً وكفى بذلك جلالة وفخراً، قال الله تعالى في محكم الكتاب ـ تذكرة وتبصرة لأُولي الألباب ـ (اللّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماوات وَمِنَ الاَْرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الاَْمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ وَأَنَّ اللّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْء عِلْماً). وكفى بهذه الآية دليلاً على شرف العلم لا سيّما علم التوحيد الذي هو أساس كلّ علم ومدار كلّ معرفة وجعل سبحانه العلم أعلى شرف وأوّل منّة امتنّ بهاعلى ابن آدم بعد خلقه وإبرازه من ظلمة العدم إلى ضياء الوجود، فقال سبحانه في أوّل سورة أنزلها على نبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله) (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الاِْنْسانَ مِنْ عَلَق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاَْكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الاِْنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ). فتأمّل كيف افتتح كتابه الكريم المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد بنعمة الإيجاد ثمّ أردفها بنعمة العلم، فلو كان ثمّ منّة أو توجد نعمة بعد نعمة الإيجاد هي أعلى من العلم لما خصّه الله تعالى بذلك وصدّر به نور الهداية وطريق الدلالة على الصراط المستقيم الأخذ بحجزة البراعة ودقائق المعاني وحقائق البلاغة…». ]منية المريد، ص 10[
([2]) تعلّم غير العلوم الشرعيّة يختلف حكمه باختلاف الموارد والنيّات.
قال الشهيد (رحمه الله) عند ذكر مراتب أحكام العلوم: «وأمّا فرض الكفاية فما لابدّ للناس منه في إقامة دينهم من العلوم الشرعية كحفظ القرآن والأحاديث وعلومهما والفقه والأُصول والعربية ومعرفة رواة الحديث وأحوالهم والإجماع وما يحتاج إليه في قوام أمر المعاش كالطب والحساب وتعلّم الصنائع الضرورية كالخياطة والفلاحة حتى الحجامة ونحوها». إلى أن قال: «وباقي العلوم من الطبيعي والرياضي والصناعي أكثره موصوف بالإباحة بالنظر إلى ذاته وقد يمكن جعله مندوباً لتكميل النفس وإعدادها لغيره من العلوم الشرعية بتقويتها في القوّة النظرية وقد يكون حراماً إذا استلزم التقصير في العلم الواجب عيناً أو كفاية كما يتّفق كثيراً في زماننا هذا لبعض المحرومين الغافلين عن حقائق الدين. ومن هذا الباب الاشتغال في العلوم التي هي آلة العلم الشرعي زيادة عن القدر المعتبر منها في الآليّة مع وجوب الاشتغال بالعلم الشرعي لعدم قيام من فيه الكفاية به ونحوه». ]منية المريد، ص 221 و 222]
الدروس الأكاديمية والالتحاق بالحوزة
أنا طالب أكاديمي على أبواب الجامعة وعليّ انتخاب الفرع الذي أرغب به وقد ترددت في أن اكمل دراستي الأكاديمية أو التحق بالحوزة العلمية فماذا تنصحوني؟
باسمه تعالى: اذا اطمئننت من نفسك بالتغلب على المصاعب والمشاق وأن تكون في المستقبل فرداً مفيداً بحيث تسد ثغرة من احتياجات المسلمين في هذه الحالة تكون الدراسة الحوزوية أفضل وإلا عليك انتخاب فرع جامعي يحتاجه المسلمون وأدِّ وظيفتك من خلاله.
الطلبة والمعاشرة مع الأصدقاء
إنني تلميذ اُريد منكم نصيحتي فيمن أعاشر من الأصدقاء؟
باسمه تعالى: اعلم إن مرحلة الشباب ثروة عظيمة لكنها سريعة الاُفول ولا تقبل العودة، لهذا عليك اجتناب معاشرة الأشخاص الذين لاطائل من معاشرتهم سوى هدر الوقت وتضييع العمر، واسع سعيك في القيام بواجباتك الشرعية واكتساب الكمالات، واضمن سعادة دنياك وآخرتك بذكر الله والحذر من يوم القيامة والتوسل بأهل البيت(عليهم السلام) والله الهادي إلى سواء السبيل.
الوظيفة في مواجهة المشاكل
إنني واقع في ضنك وشدّة منذ مدّة ولم تفدني كثرة طرق الأبواب في حل مشكلتي فماذا أفعل؟
باسمه تعالى: إن الدنيا دار امتحان وبلاء وجميع الناس يعانون من مشاكل بنحو من الأنحاء فلا مهرب من بلاءات الدنيا ومشاكلها ولكنها سريعة الاُفول ببركة عناية وألطاف أهل البيت(عليهم السلام) فاسع لأن لا تتعثر بالابتلاءات يوم القيامة فالعمل الذي تنجزه في الدنيا هو الملاك والميزان في الآخرة فاجعل عملك خالصاً لوجهه الكريم حتى تفتح لك أبواب الرحمة، وعليك بالتوكل على الله والتوسل بأهل البيت في كل أعمالك وكلما أردت شيئاً أو أمراً فاجعل المعصومين(عليهم السلام) واسطتك في ذلك. أكثر من ذكر الله ولا تقصّر في الدعاء واسع لأن تستمد العون من الفضلاء الذين يتحلون بالكمالات والموفقية في تهذيب نفوسهم([1])، وستوفق إن شاء الله تعالى.
ترك الدراسة الحوزويّة
كنت طالب علم ثم تركت الدراسة والآن أحس بالذنب من تركي لطلب العلم واشتغالي بالتجارة وبنفس الوقت فان وضعي التجاري ممتاز أرجو منكم النصح والمعونة للنجاة من هذه الغصة.
باسمه تعالى: ولدي العزيز! بامكانك خدمة الدين والمذهب سواء كنت طالب علم أم كنت تاجراً متديناً واليوم حيث وفقت لأن تكون تاجراً فعليك أن تجعل التقوى على رأس عملك وأن تعين بأموالك الحوزة العلمية على كل ما يدخل تحت عنوان الشعائر وأن تنفق من أموالك في سبيل تقوية الدين فانها ذخيرة لآخرتك. إنك تستطيع تقديم خدمات جليلة لتقوية الدين لا سيما وإنك كنت في سلك طلبة العلم وتعلم الاحتياجات الموجودة لتقوية هذا الدين، فالسعي لتقوية هذا المذهب والدين ضمان لآخرتك، تستطيع بأموالك التي تنفقها الاعانة على بعض الاُمور المتعلقة بالدين والمذهب وهذه ذخيرة الهية عظيمة وفقك الله لانفاق اكثر في الاُمور الدينية وسأدعو لكم.
([1]) ينبغي للمتعلّم أن يطهّر نفسه من الرذائل بالاستعانة معلّمه.
قال الشهيد (رحمه الله) في ذلك عند ذكر آداب المتعلّم مع شيخه: «أن يعتقد أنه مريض النفس لأنّ المرض هو الانحراف عن المجرى الطبيعي وطبع النفس العلم وإنّما خرجت عن طبعها بسبب غلبة أخلاط القوى البدنيّة ويعتقد أنّ شيخه طبيب مرضه لأنّه يردّه إلى المجرى الطبيعي فلا ينبغي أن يخالفه فيما يشير عليه كأن يقول له: اقرأ الكتاب الفلاني، أو اكتب بهذا القدر من الدرس لأنّه إن خالفه كان بمنزلة المريض يردّ على طبيبه في وجه علاجه. وقد قيل في الحكم: (مراجعة المريض طبيبه توجب تعذيبه) وكما أنّ الواجب على المريض ترك تناول المؤذيات والأغذية المفسدة للدواء في حضرة الطبيب وغيبته كذلك المتعلم فيجب أن يطهّر نفسه من النجاسة المعنويّة التي غاية المعلّم النهي عنها: من الحقد والحسد والغضب والشره والكبر والعجب وغيرها من الرذائل ويقطع مادّة المرض رأساً لينتفع بالطبيب». ]منية المريد، ص 115[
الطلبة ودراسة الفلسفة
أنا طالب علم شاب اُحب دراسة الفلسفة لكنني أخاف الانحراف أرجو أن تبينوا لي المطالب التي يمكنني دراستها في الفلسفة.
باسمه تعالى: لامانع من قراءة المطالب الفلسفية التي لا تمس بالعقائد الدينية، وأما المسائل الفلسفية التي لها مساس بالاُمور العقائدية فان كان المتعلم متمكناً من حفظ عقائده ولا يقع في الشك والتردد ولو بواسطة بيان الاُستاذ فهذا أيضاً لا مانع منه، وأما الموارد الاُخرى التي يمكن أن يخرج الطالب فيها عن جادة الصواب ويدخل في الشبهات التي لا يقدر على دفعها فيجب عليه تركها([1]).
([1]) لابد لطالب العلم من الاجتناب عن العلوم المحرّمة شرعاً.
قال الشهيد (رحمه الله) عند عدّ مراتب حكم العلوم: «وبقي علوم أُخرى بعضها محرّم مطلقاً كالسحر والشعبذة وبعض الفلسفة وكلّ ما يترتّب عليه إثارة الشكوك وبعضها محرّم على وجه دون آخر كأحكام النجوم والرمل فإنّه يحرم تعلمها مع اعتقاد تأثيرها وتحقيق وقوعها ومباح مع اعتقاد كون الأمر مستنداً إلى الله تعالى وأنّه أجرى العادة بكونها سبباً في بعض الآثار وعلى سبيل التفاؤل وبعضها مكروه كأشعار المولّدين المشتملة على الغزل وتزجية الوقت بالبطالة وتضييع العمر بغير فائدة وبعضها مباح كمعرفة التواريخ والوقائع والأشعار الخالية عمّا ذكر ممّا لا يدخل في الواجب كأشعار العرب العاربة التي تصلح للاحتجاج بها في الكتاب والسنة فإنها ملحقة باللغة». ]منية المريد، ص 222]
الطلبة ودراسة العرفان
أنا تلميذ اُفكر في العرفان كثيراً وأحيانا أشعر برغبتي لطي المراحل العرفانية ما هو تكليفي بنظركم؟
باسمه تعالى: إن السير في المراحل العرفانية ليس بواجب شرعاً، إن وظيفتك بعد معرفة العقائد الصحيحة هي العمل بالرسالة العملية واجتنب الدخول في المسائل والمراحل العرفانية ولو كان ذلك بمساعدة اُستاذ، وذلك حذراً من الخطأ في انتخاب الاُستاذ الحقيقي وامكانية انجرارك إلى ضلال عقائدي، والله الهادي إلى سواء السبيل.
مرجع أخذ معالم الدين في خارج إيران
من اين يأخذ الشيعة الذين يعيشون خارج ايران معالم دينهم؟
باسمه تعالى: يجب أخذ الحقائق الدينية والأحكام الشرعية من أهلها، وأهلها إنما هم في الحوزة العلمية وهم أهل العلم والعمل المعروفون، لذا يجب على فئات من شباب المسلمين من أصقاع المعمورة الوفود إلى الحوزة العلمية ليتعرفوا على مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) ويتعلموا الأحكام الشرعية ثم يرجعوا إلى بلادهم ليعلموا الناس مذهب أهل البيت والأحكام الإلهية ليحصلوا بذلك على أكبر الأجر والثواب وستكون وجوههم بيضاء أمام أهل البيت(عليهم السلام) إن شاء الله تعالى.
مرجع المراكز الاسلاميّة في سائر المدن
إلى من ترجع المراكز الاسلامية الموجودة في سائر مدن ايران؟
باسمه تعالى: إن الحوزة العلمية هي مركز الامداد بالمعارف الدينية والأحكام الشرعية والمحور لتربية العلماء الكبار، ولا زال الدين محفوظاً بفضلهم وبركات وجودهم، لذا تعد الحوزات العلمية أهم المراكز الدينية وعلى جميع المراكز الاسلامية الرجوع إلى الحوزة العلمية في حل مشاكل الناس وسائر الاُمور، وأن يطلبوا حلول المسائل من الأساتذة والعلماء المتبحرين، ويقتدوا بإرشاداتهم وتوجيهاتهم([1])، وبذلك يتوفقوا لخدمة الدين إن شاء الله، ويدخلوا السرور على قلب امام الزمان(عليه السلام)، إن شاء الله تعالى.
([1]) من اللازم على العالم بذل علمه للمستحقّ وعدم البخل به.
قال الشهيد (رحمه الله) في آداب المعلّم: «بذل العلم عند وجود المستحقّ وعدم البخل به فإنّ الله سبحانه أخذ على العلماء من العهود والمواثيق ما أخذه على الأنبياء ليبيّننّه للناس ولا يكتمونه. وعن أبي عبدالله(عليه السلام) قال قرأت في كتاب علي(عليه السلام): انّ الله لم يأخذ على الجهّال عهداً بطلب العلم حتّى أخذ على العلماء عهداً ببذل العلم للجهّال لأنّ العلم كان قبل الجهل، وعن أبي عبدالله(عليه السلام) في هذه الآية (وَلاتُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنّاسِ) قال ليكن الناس عندك في العلم سواء وعن جابر الجعفي عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: زكاة العلم أنّ تعلمه عباد الله». ]منية المريد، ص 77]
المرجع في أخذ الأحكام
إلى من يجب علينا الرجوع في أخذ الأحكام الإلهية والعقائد الحقة؟
باسمه تعالى: ارجعوا إلى العلماء المتبحرين الذين صرفوا أعمارهم في تنقيح العقائد الحقة والأحكام الإلهية; فإنهم المدافعون عن مباني التشيع الحق بجهودهم وتضحياتهم وعملهم الدؤوب، والمتحفزون دوماً للتصدي للجهلة والمضللين حفاظاً على عقائد المؤمنين وتثبيتاً لاُمور الدين، فإنهم أكبر نعمة إلهية. فيجب الرجوع إليهم لأخذ العقائد الحقة والأحكام الإلهية([1]).
([1]) الإفتاء فرض كفاية كما أنّ الاستفتاء فرض الجاهل بالأحكام.
قال الشهيد (رحمه الله)في ذلك: «اعلم أنّ شرط المفتي كونه مسلماً مكلّفاً عدلاً فقيها وإنّما يحصل له الفقه إذا كان قيما بمعرفة الأحكام الشرعية مستنبطاً لها من أدلتها التفصيليّة من الكتاب والسنة والإجماع وأدلّة العقل وغيرها ممّا هو محقّق في محله…» إلى أن قال: «فإذا اجتمعت هذه الأوصاف في شخص وجب عليه في كلّ مسألة فقهيّة فرعيّة يحتاج إليها أو يسأل عنها استفراغ الوسع في تحصيل حكمها بالدليل التفصيلي ولا يجوز له تقليد غيره في إفتاء غيره ولا لنفسه مع سعة وقت الفعل الذي تدخل فيه المسألة بحيث يمكنه فيه استنباطها بحيث لا ينافي الفعل ومع ضيقه يجوز له تقليد مجتهد حي». ]منية المريد، ص 149 و 150[
ثم قال: «كلّ من لم يبلغ درجة المفتي الجامع للعلوم المتقدمة فهو فيما يسأل عنه من الأحكام مستفت ويعبر عنه بالعاميّ أيضاً وإن كان من أفاضل عصره بل ربما كان أعلم من المفتي في علوم أخر لا يتوقّف عليها الإفتاء فإن العاميّة الاصطلاحيّة تقابل الخاصية بأيّ معنى اعتبرت فها هنا يراد بالخاص المجتهدون وبالعام من دونهم. ويقال له أيضاً مقلّد والمراد بالتقليد قبول قول من يجوز عليه الخطأ بغير حجّة على عين ما قبل قوله فيه، تفعيل من القلادة كأنه يجعل ما يعتقده من الأحكام قلادة في عنق من قلّده. ويجب على من ذكر الاستفتاء إذا نزلت به حادثة يجب عليه علم حكمها فإن لم يجد ببلده من يستفتيه وجب عليه الرحيل إلى من يفتيه وإن بعدت داره وقد رحل خلائق من السلف في المسألة الواحدة الليالي والأيّام وفي بعضها من العراق إلى الحجاز». ]منية المريد، ص 160]
نصيحة للشيعة خارج إيران
زاد الله في عمرك، نرجوا أن تقدم نصيحة للشيعة الذين يعيشون خارج ايران.
باسمه تعالى: على الشيعة في أصقاع المعمورة أن تكون أخلاقهم ومعاملاتهم بحيث يرغب كل من يراهم بمذهب التشيع، على الجميع التبليغ لمذهب التشيع كل حسب قدرته، وأقل ما يمكن فعله للمؤمن أن ينتبه إلى أعماله وأخلاقه ولايتصرف بما ينفر الآخرين من المذهب فيكون ذلك سبباً في تصورهم السلبي عن المذهب لا سمح الله فإنه لوحصل ذلك كان الجميع مسؤولين يوم القيامة، وعلى المؤمنين توخي الدقة الكاملة في عدم فعل ما يوجب وهن المذهب، ولينتبهوا إلى حديث: «كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً»، وفقنا الله لأن نكون قدوة حسنة للآخرين فنعمل بتكاليفنا بدقة كاملة حتى نكون بذلك واسطة في هداية الآخرين إلى دين الله، إن شاء الله تعالى.
وظيفة الوالدين في التربية
ما هي وظيفة الوالدين تجاه تربية أبنائهم؟
باسمه تعالى: إن وظيفة الوالدين تجاه أبنائهم في مراحل نموهم المختلفة حساسة وثقيلة، فأولاً عليهم تربية أبنائهم تربية يعلمونهم فيها الصفات الحميدة ثم تعليمهم بما يناسب سنهم الأعمال الضرورية التي سيرون آثارها في مستقبل الطفل، ومن جملتها أن تحاول المرأة أن لا ترضع أبناءها إلا على وضوء، فإن شق عليها ذلك فلتتيمم، ولهذا العمل أثر عجيب على الأبناء، والتلفظ بالصلوات إلى جانب الطفل الرضيع وقراءة القران والدعاء في إذنه له أثر إيجابي أيضاً، كذلك في بقية مراحل النمو عليهما تعليم الطفل الأوصاف والأخلاق الحميدة والمعاملة الحسنة، وعليهم الدقة في أقوالهم وأعمالهم فإن حركة واحدة غير محسوبة يمكنها أن تطبع في ذهنه مفهوماً خاطئاً، وحينما يصل إلى مرحلة الشباب عليهم تعليمه المسائل الشرعية ويرشدوه إلى تعلم واكتساب الصفات الروحية المعنوية.
ومرحلة الشباب مرحلة حساسة جداً بإمكان التعليم الصحيح لا سيما من والدته التي تكون بجانبه على الدوام أن يفتح له أبواب الجنان، وعلى كل حال يجب على الوالدين السعي لتعليم أبنائهم في مراحل نموهم المختلفة ليكتسبوا بذلك السعادة الاُخروية ولا يوحوا إلى أنفسهم بأن أبنائهم لا زالوا صغاراً ولا يزال هناك متسع من الوقت لتربيتهم! فهذا اشتباه كبير لا سيما في هذا الزمان الذي يحدق الخطر الكبير بالشباب الأعزاء فالوالدين، لهما الدور الأساسي في تعيين مستقبل أبنائهم.
وظيفة ربّة المنزل
ما هي وظيفة ربة المنزل؟
باسمه تعالى: على المرأة التي شرعت بحياتها المشتركة أن تراعي حقوق زوجها على النحو الأحسن بالاضافة إلى تعلم الأحكام الشرعية التي تخصها، إن عمل المنزل وتربية الأولاد تقع غالباً على عاتق المرأة ولا تتم للزوجين حياة هنيئة ما لم يلتزم الطرفان الموازين الشرعية ويشرعا حياتهما بالتوكل على الله تعالى.
على المرأة بحجابها وعفافها الابتعاد عن كل الحساسيات التي تؤدي إلى تزلزل انسجام البيت العائلي، إن تعاليم أهل البيت(عليهم السلام) نور يحافظ على حيوية البيت العائلي، فلا تغفلوا عن توصيات أهل بيت النبوة(عليهم السلام) فإن فيها نجاة البشرية، واطردوا الشيطان بأعمالكم الصالحة، وأكثروا من التوسل بأهل البيت(عليهم السلام)، واجعلوا رضا الله نصب أعينكم.
وعلى الزوج والزوجة وثوق بعضهم ببعض، والابتعاد عن كل ما يوجب الحساسية للآخر، لا سيما المرأة، وعلى الرجل أن يسعى لازالة تعب أعمال البيت عن زوجته، كما على المرأة أن تسعى بأخلاقها الحسنة لازاحة تعب العمل عن زوجها، لدى كلٍّ من الرجل والمرأة توقعات من الطرف الآخر عليهما السعي لتحقيقها بمرور الزمان، عليهما أن يحافظا على حيوية البيت العائلي بالقناعة وبساطة العيش بالترافق مع الروحانية، وعليهما الاهتمام بتربية أولاد صالحين بالتعاون بينهما وعدم فسح المجال أمام وساوس الشيطان.
تربية الأبناء
الاختلاف الأخلاقي في تربية الأبناء من الاُمور التي تبتلي بها الاُمهات مع أزواجهن فما هي وظيفتي كربة بيت؟
باسمه تعالى: على الوالدين أن يسعيا لتربية أبنائهم تربية حسنة في جو من التفاهم، وعليهم أن يتبادلوا آراءهم التربوية في جو من النقاش العائلي، فإذا كان زوجك يقصّر في ذلك فالفتي نظره بالأخلاق والمعاملة الحسنة وحلي المشكلة بالتفاهم، ونظراً لكون المرأة لها دور رئيسي في تربية الطفل لشدة تعلق الطفل باُمه فاسعي لأن تعرفيه الأخلاق والصفات الحميدة بالتدريج وبما يتناسب مع سنه، وكوني دقيقة في تربيتك لأطفالك حتى لاتندمي مستقبلاً لا قدر الله، ولا تقولي ما يزال الوقت مبكراً لذلك فهو لايزال صغيراً بل اشرعي بتربيته منذ أيامه الاُولى واسعي لأن يكون نور عينيك في المستقبل. تمني لهم الخير في محبتك لهم، واعلمي أنهم أمانة إلهية لديك فلاتقصري في حفظ الأمانة فإنك مسؤولة عنها.
أجواء الجامعة
أنا طالبة جامعية، وهناك (مع الأسف) جو خاصّ في الجامعة التي أدرس فيها جعلني أتردد في مواصلة دراستي وفكرت لمرات بأن أترك دراستي الجامعية وأرجع إلى مدينتي فماذا تنصحوني؟
باسمه تعالى: لاينبغي أن تكون الدراسة سبباً للانحراف فيجب أن تنتبهي لنفسك كثيراً، إن الدراسة لاكتساب الشهادات التخصصية لخدمة الناس أمر جيد جداً لاسيما الخدمات التي تستطيع أن تقدمها السيدات للنساء المتدينات، كالاختصاص في الطب النسائي بالنسبة إلى فروع الطب فإذا ما كان هدف الطالبات خدمة النساء المؤمنات في المستقبل فإنه هدف ممتاز ونية طيبة وفيها أجر وثواب.
وبالمناسبة إذا حدث أن تعرضت لمضايقات من بعض الجامعيين حول الحجاب أو المسائل الاُخرى فعليك بالتحمل ولا تكترثي لذلك فانه امتحان الهي، كوني قدوة للاُخريات بحفظك الحجاب وعفافك، وعليك بمرافقة النساء المتدينات، واستشيري المعلمات المتدينات، وعليك بتعلم المسائل الشرعية في المرحلة الاُولى، وإذا رأيت أنك لاتستطيعين حفظ نفسك من الوقوع في المعاصي في ذلك الجو فاتركي الدرس والتجئي إلى الله، فلا ينبغي أن تكون الدراسة سبباً في خسران الآخرة لاسيما وأنك فتاة ستكونين اُمّاً عليها أن تحتضن أولادها وتربيهم في المستقبل، حفظك الله من آفات آخر الزمان، وأكثري من التوسل وطلب العون من الله، وفقك الله.
انتشار المعاصي
إن انتشار المعاصي في المجتمع من الاُمور التي توجب انحراف الشباب وانزلاقهم نحو المعاصي فما هي وظيفتنا نحن الشباب المحبين والموالين لأهل البيت(عليهم السلام)؟
باسمه تعالى: للأسف الشديد فإن الفساد قد عم وصعبت الاُمور على المؤمنين، أعزائي! اعلموا أن الدنيا دار امتحان واختبار، ولا ينبغي أن يتسبب هذا الأمر ـ مع انزلاق الناس نحو ملذات الدنيا ـ بخلل في قوة إرادتكم ورسوخ إيمانكم لاسيما أنتم الذين تعتبرون أنفسكم من محبي أهل البيت(عليهم السلام) وهي مرتبة عظيمة أن يعتبر الإنسان نفسه من المحبين لهم، فإذا كنتم من المحبين الحقيقيين فعليكم القيام بما تكسبون به رضاهم(عليهم السلام)فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر مع الاستطاعة، اُنصحوا الناس ونبهوا الغافلين بالحكمة والكلمة الطيبة، واعتبروا من كل ما ترونه وقوّوا عقائدكم، أنظروا إلى من يرجح ملذاته الدنيوية على النعيم الأبدي ويصرف ليله ونهاره لاهثاً وراء شهواته الحيوانية واعتبروا من هذه الصور السوداوية، وابتعدوا عن المعاصي، إن وظيفتكم تقديم النصح للمجتمع، واعلموا أن الشيطان في كمين دائم لكم فاطلبوا العون من الله، وقولوا دائماً: «إلهي لاتكلني الى نفسي طرفة عين أبداً» فالبعد عن المعصية يوجب اكتساب المراتب المعنوية، وفق الله جميع الشباب للعمل بواجباتهم الشرعية والابتعاد عن المعاصي لاكتساب سعادة الآخرة.
فقد الروحانيّات والمعنويّات
أنا طالب في جامعة طهران، أعيش اليوم في جو أشعر معه بأنني أفقد شيئاً فشيئاً الروحانيات والمعنويات التي كنت أعيشها قبل الجامعة، والسبب في ذلك يعود إلى الجو السائد في الجامعة فبماذا تنصحوني؟
باسمه تعالى: بني! إن الدنيا دار امتحان فاجتهد في دروسك بالتوكل على الله تعالى حتى تستطيع خدمة المؤمنين مستقبلاً إن شاء الله تعالى، وحاول أن تتعرف على المتدينين وابنِ معهم علاقاتك، واقرأ الكتب الدينية في أوقات فراغك، وشارك في مجالس الوعظ والإرشاد، ولتكن على ذكر دائم، واطلب من الله على الدوام أن يعينك في ذلك، وتوسل بأهل البيت(عليهم السلام). وليكن في بالك دوماً أن الدنيا دار امتحان وأن الأجر والجائزة في عالم الآخرة، وهذا الأمر سيحفظك إن شاء الله ويوجب عناية الله ولطفه بك يوماً بعد يوم ويزيد من معنوياتك.
وإذا ما رأيت أن ذلك الجو الذي ذكرته سيكون سبباً في تضعيف عقائدك ويجرك إلى طريق آخر فعليك بترك الدراسة، فإن حفظ الدين مقدم على جميع الاُمور.
عدم التوفيق في الأعمال
إنني غير موفق في أعمالي ومهما طرقت من الأبواب فإني لا أجد لوضعي السيّئ مخرجاً وفرجاً فبماذا تنصحوني؟
باسمه تعالى: عليك بالإكثار من قراءة القرآن وكرر سورة «الملك» وأكثر من التوسل فإنّ مشكلتك تحل إن شاء الله بارتباطك المعنوي بأهل البيت(عليهم السلام)والتوسل بالعزيز المنان، لا تيأس فإن رحمة الله واسعة وأنت في حالة اختبار وامتحان، ولا تكن كمن يكفر بالنعمة لاقدر الله، فإن الله رقيب على أعمالك يمتحن عباده بطرق عديدة، وتحمل هذه المشكلات يوجب علو الدرجات في نهاية المطاف، وبالتوكل على الله والتوسل بأهل البيت(عليهم السلام) ستوفق إن شاء الله فلا تيأس، ولا تحدثك نفسك بعدم التوفيق في أعمالك بل قل: «إن عليّ أن أقوم بجهدي وسعيي وعلى الله تعالى ـ ببركة أهل البيت(عليهم السلام) ـ التلطف والعناية»، لعل بعض تلك الأفكار كانت من وساوس الشيطان فلا تيأس وفقك الله.
النساء الطالبات للعلم
نحن مجموعة من نساء الحوزة العلمية نعمل على تشجيع النساء المتدينات المؤمنات لخدمة الدين الحنيف ومذهب التشيع، إرشاداتكم تساعدنا في تقديم جهد افضل في هذا السبيل؟
باسمه تعالى: السيدات المحترمات: ينبغي عليكن بالدرجة الاُولى أن تكنّ قدوة لبقية النساء في الحجاب والإتزان والوقار بحيث تكنّ من المؤثرات من خلال التزامكن بالتكاليف الشرعية، وحيث وفقتم للدراسة في الحوزة العلمية فينبغي عليكن أوّلاً الدقة في العمل بالتكاليف الشرعية بالترافق مع تهذيب النفس وهو وظيفتكم اليومية. ويجب عدم العمل بنحو يتجاهل فيه دور وتكاليف المرأة التي عينها لها الشرع المقدس، عليكم السعي في تربية أولادكم وإخراجهم أفراداً مفيدين للمجتمع ولكم في ذلك الأجر، ادرسن جيداً وتعلمن سيرة اهل البيت(عليهم السلام) حتى تعلمنها الاُخريات وتخدموا الدين في هذه الجهة، وعليكم شكر الباري عز وجل حيث أنعم عليكم بهذه النعمة، أطلبُ من الله تعالى لكم جميعاً التوفيق وآمل أن توفقوا لبناء المجتمع النسائي وخدمته بأعمالكم وأخلاقكم، ولا ينبغي للدراسة أن تمنعكم عن وظيفتكم المهمة كربّات بيوت وتربية الأولاد وفقكم الله.
قراءة كتب علي شريعتي
كيف ترون قراءة الشباب كتب علي شريعتي؟
باسمه تعالى: كتب هذا الرجل تشتمل على مطالب غير صحيحة ولا مجال هنا للتفصيل عنها، فقراءة كتبه مضيعة للعمر.
يجب عليكم أوّلاً مراجعة الكتب التي يكون مؤلفوها معروفين بأنـّهم أصحاب تقوى ودين. وثانياً يجب أن تحتوي هذه الكتب على إرشادات توجّه من يقرأها إلى نيل الكمال الأخلاقي التي تجعل إيمانك راسخاً ومؤمّناً مثل كتب (معراج السعادة) للمرحوم الملا أحمد النراقي(رحمه الله) و(جامع السعادات) للمرحوم الملا مهدى النراقي(رحمه الله) و(اخلاق ناصرى) للمرحوم الخواجه نصير الدين الطوسي(رحمه الله) و(طهارة الأعراق) لابن مسكويه(رحمه الله)و(المحجّة البيضاء) للمرحوم الفيض الكاشاني(رحمه الله) و(آداب المتعلّمين) للمرحوم الخواجه نصيرالدين الطوسي(رحمه الله) و…([1]) والمعيار الكلي هو مراجعة الكتب التي يكون هدف مؤلفيها تقوية الإيمان في قلوب المؤمنين والله الموفّق.
([1]) ينبغي لطالب العلم إعارة كتبه لمن يستفيد منها.
قال الشهيد (رحمه الله) في ذلك: «يستحبّ إعارة الكتب لمن لا ضرر عليه فيها ممن لا ضرر منه بها استحباباً مؤكداً لما فيه من الإعانة على العلم والمعاضدة على الخير والمساعدة على البرّ والتقوى مع ما في مطلق العارية من الفضل والأجر. وقد قال بعض السلف: بركة العلم إعارة الكتب. وقال آخر: من بخل بالعلم ابتلي بإحدى ثلاث: أن ينساه، أو يموت فلا ينتفع به، أو تذهب كتبه وينبغي للمستعير أن يشكر للمعير ذلك لإحسانه ويجزيه خيرا». ]منية المريد، ص 192[
الأشخاص الضالّين والمضلّين
ما هو تكليفنا تجاه بعض الأشخاص الضالين والمضلين الذين يلقون الشبهات في أجواء المؤمنين في بلاد المهجر ويضعفون من عقائدهم؟
باسمه تعالى: حفظ الله جميع الشيعة الأعزاء من كيد فتنة الجهلة! إن مذهب أهل البيت(عليهم السلام) الحق لا يقبل الخدش والتضعيف، وما يقومون به من طرحهم للشبهات بعقولهم الناقصة إنما هو لقلة علمهم وجهلهم بالأحاديث وبمصادرنا، وقد قمنا بالرد عليهم بقدر إمكاننا، وعلى كل حال على جميع الشيعة الوقوف بوجه تلك الشبهات وسؤال العلماء المتبحرين([1])، وفق الله الجميع لحفظ هذا المذهب.
([1]) يجب على العالم كفايةً دفع شبه المضلّين.
قال الشهيد (رحمه الله) في عدّ العلوم الواجب تعلّمها: «اعتقاد كلمتي الشهادتين وما يجب لله ويمتنع عليه والإذعان بالإمامة للإمام والتصديق بما جاء به النبي(صلى الله عليه وآله) من أحوال الدنيا والآخرة ممّا ثبت عنه تواتراً. كلّ ذلك بدليل تسكن النفس إليه ويحصل به الجزم.وما زاد على ذلك من أدلة المتكلّمين والخوض في دقائق الكلام فهو فرض كفاية لصيانة الدين ودفع شبه المبطلين». ]منية المريد، ص 220[
