التبريزي قدس سره قدوة العلماء
ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله ـ إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم ـ وورد عنه: أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد وآله الطيبين الطاهرين
وبعد:
لا يخفى على المتتبع لتاريخ الطائفة الإمامية أن الله (عز وجل) قد أنعم عليها طيلة عصر الغيبة بالعلماء الداعين إليه والدالين عليه والذابين عن دينه، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومَرَدته، ومن فخاخ النواصب الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها، كما ذكره الإمام الهادي(عليه السلام) في روايته المعروفة:
«لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين اليه، والدالّين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين للضعفاء من عباد الله من شباك إبليس ومردته، لما بقى أحد إلا ارتد عن دين الله. ولكنهم يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها، اُولئك هم الأفضلون عند الله عزوجل»([1]).
وإن الميرزا التبريزي(قدس سره) كان المصداق البارز لقوله تعالى في الآية 95 من سورة مريم: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً).
لقد كان الميرزا التبريزي(قدس سره) محبوباً لقلوب جميع من عرفه، والسبب يعود إلى أخلاقه وسماته الرفيعة التي تميّز بها، فقد كان الشيخ يتحلّى بصفات خاصة يقتدي بها المتدينون ويلوذون بوجوده المبارك، علاوةً على علميته وفقاهته حيث عرف بقطب الحوزة العلمية.
لقد أفاض الباري عز وجل على المرجع الفقيد عزةً وجلالاً كشفت عنها الجموع المليونية التي مشت في تشييع جنازته، فقد كان شديد الحماس والولاء لأهل البيت(عليهم السلام) إضافة إلى سعيه الحثيث في نشر معارفهم وعلومهم(عليهم السلام)، وما أن يسمع بشبهة إلا ويبادر للرد عليها على الفور مفوّتاً الفرصة على المشككين.
وقد أحدث فقده اليوم خللاً ملحوظاً، حيث لاتزال ذكرى المسيرة الفاطمية بالأقدام الحافية تحت الشمس المحرقة أيام شهادة الزهراء(عليهم السلام)حيةً خالدةً في الأذهان محتاجة إليه.
كان الميرزا(قدس سره) بمواقفه الصريحة وبياناته الجريئة الشجاعة من أبرز الشخصيات العلمية المدافعة عن حريم أهل البيت(عليهم السلام)في زمنه بسعيه الحثيث في نشر معارف أهل البيت(عليهم السلام) وحرصه الشديد وإخلاصه في محبته لأهل بيت النبوة(عليهم السلام). لقد أحدث تحوّلاً كبيراً في أوساط محبي أهل بيت النبوة(عليهم السلام) في زمن مرجعيته المباركة أجل الله ذكراه وأكثر الماشين على خطاه.
ونحن في هذه السطور نحب أن نرسم جملة من نصايح و سلوك هذا المرجع الكبير الراحل قدّس الله نفسه الزكية لأنّ من المفروض علينا أن نُعرّف للعالم وللمؤمنين ـ وأهل العلم بالخصوص ـ نصايح علمائنا الأعاظم والصالحين من سلفنا لتكون نبراساً ومنهاجاً لروّاد العلم وعشّاق الحقيقة. ومن أجل أن يعرف الجميع كم اهتم علماؤنا الصالحون في حياتهم نصيحة المؤمنين واهل العلم حتى تشرفوا بالنيابة عن ولي الله الأعظم(عليه السلام)ورتّبنا الكتاب بعد ذكر ترجمة له (قدس سره) على ثلاثة فصول: الفصل الأوّل في نصائحه العامّة لطلبة العلم والثاني في نصائحه جواباً على أسئلة طلبة العلم والثالث في آداب من حياته (قدس سره) مفيدة لطلبة العلم([2]). وما توفيقنا إلا بالله عليه نتوكل وإليه ننيب.
دار الصديقة الشهيدة(عليها السلام)
قم المقدسة سنة 1431 هـ . ق
([1]) بحارالانوار، ج 51، ص 156.
([2]) وأضفنا في الهامش كلمات علماء الأخلاق في باب التعليم والتعلّم خصوصاً الشهيد الثاني (رحمه الله) في كتابه القيّم النافع (منية المريد في آداب المفيد والمستفيد) تتميماً للفائدة وتفصيلاً لبعض العبارات المختصرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
حمداً لله منزل الكتاب هدى ورحمة، ونفحات من روحه تعالى لعبده و رسوله محمد(صلى الله عليه وآله) وتحيات معطرة بالولاء والايمان إلى الأئمة الهدى وكنوز الحكمة وأوصياء النبي وخلفائه(عليهم السلام). وبعد:
فإنّ فقيد الاسلام آية الله العظمى الجواد التبريزي (طيب الله ثراه) كان من عيون مراجع الطائفة، وفي طليعة الفقهاء العظام، قد وهب روحه وفكره لله تعالى، وتفانى في طاعته ونكرانه للذات فاخلص كأعظم ما يكون الاخلاص للاسلام، وسهر على خلاصته والذب عن قيمة ونشر معارفه، وتبليغ أحكامه، وقد تميز (قدس الله مثواه) منذ نعومة أظفاره بالجد والاجتهاد والمثابرة في طلب العلم، لم يألف الراحة ولم يخلد إلى السكون حتى في أيام العطل التى اعتاد فيها طلاب العلم على الراحة، وقد نال درجة الاجتهاد بتفوق فى نهاية العقد الثانى من حياته، ولم تقتصر علومه على الفقه والاصول وقواعد الحديث، وانما شملت الفلسفة والحكمة التي برع فيهما، وكان في أيام دراسته في النجف الأشرف ممن يشار إليه باعتزاز في فضله وتقواه، ولما اضطر إلى الهجرة من النجف الأشرف إلى قم المقدسة أقام حوزة علمية فغذاها بتقواه وورعه وعلمه وكان من ألمع المراجع في قم.
وبعد ما منيت الاُمة بالخسارة العظمى بفقد سماحته اُصيبت الحوزة العلمية بخسارة كبرى فقد فقدت الأب الذي كان يحنو عليها ويعطف… .
وان من الوفاء للفقيد نشر تراثه الذي انفق عليه طيلة حياته، وقد انبرى سماحة العلامة ولده إلى ابراز بعض ما الفه والده فى الفقه والاصول والرجال و… وهذا من أهم ما يقدم للفقيد من الخدمات لتستفيد الحوزة العلمية من هذا التراث القيم أجزل الله تعالى لولده الأجر وأثابه على ذلك وتغمد الفقيد العظيم بالرحمة والرضوان.
باقر شريف القرشي
النجف الاشرف
15 رجب سنه 1430 هـ
ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله ـ إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم ـ وورد عنه: أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون
السعادة الاُخرويّة : إحدى الأسئلة التي كانت توجه إلى الفقيه المقدس الميرزا التبريزي(قدس سره) لا سيما من قبل الطلبة(3) الشباب هي: كيف نصنع لنكون من
الشروع في دروس الحوزة اُريد أن أكون طالب علم بأي سن تنصحوني أن أشرع الدروس الحوزوية؟ لطلب العلم مقدمات لا بد من رعايتها أولاً وفي
الجندي المخلص لإمام الزمان (عليه السلام) أنا طالب علم طالما أحببت أن أكون جندياً مخلصاً لإمام الزمان(عليه السلام)فبماذا تنصحوني؟ باسمه تعالى: اهتم بالتكاليف الالهية وأكثر
تحمّل الصعوبات والمشاكل أنا طالب علم واجهتني بعض الصعوبات والمشاكل بحيث جعلت من استمراري في الدراسة امراً حرجياً فهل يجوز لي ترك الدراسة؟ باسمه تعالى:
أوقات المشاركة في المجالس أنا شاب في السابعة عشر من عمري لا أدري في أي مجلس اُشارك وأي وقت من الليل والنهار أختار للمشاركة في
نصيحة للطلاّب الآذربايجانيّين نحن مجموعة من التلامذة الآذربايجانيين نريد منكم أن تنصحونا. باسمه تعالى: أبنائي الأعزاء! نصيحتي لكم أن تجعلوا من التعلم والعمل بالتكاليف الالهية